السلوك الإنساني كنشاط كلي
علم النفس هو العلم الذي يسعى إلى فهم وتحليل السلوك الإنساني، وهو أحد أهم العلوم الإنسانية التي تهدف إلى الكشف عن المبادئ والقوانين التي تفسر السلوكيات البشرية. يتخطى علم النفس مجرد التحليل النظري ليعمل على تحسين السلوكيات الفردية والجماعية وعلاج الانحرافات السلوكية لتحقيق التوازن والانسجام في المجتمع.
ماذا يعني “السلوك نشاط كلي”؟
يشرح الدكتور عاصم خشبة، المحاضر بأجياد، أن كل نشاط أو سلوك يصدر عن الإنسان يتم بواسطة الإنسان بأسره أو بكليته. بمعنى أن أي فعل يؤديه الإنسان لا ينحصر في جزء معين من الجسد، بل هو ناتج عن تفاعل معقد بين الجوانب البدنية والعقلية والوجدانية.
على سبيل المثال:
عندما يكتب الإنسان، لا يتم هذا السلوك بواسطة اليدين فقط، بل يتطلب ذلك التفكير، والانتباه، والتخيل، وتصور الغايات.
عندما يضرب بقبضته، لا يكون الفعل جسديًا فقط، بل يشترك فيه الانفعال والمشاعر مثل الغضب أو الحماس.
عند تناول الطعام، لا تكون العملية مقتصرة على الفم، بل تشمل التفكير في الطعام، والشعور بالجوع، وربما الانفعال المصاحب لتذوق نكهة مميزة.
التفاعل بين العقل والجسد والمشاعر
يشير الدكتور خشبة إلى أن الأنشطة الجسدية يصاحبها دائمًا أنشطة عقلية ووجدانية. فالعقل يعمل على التفكير والإدراك والانتباه، بينما تظهر المشاعر على شكل انفعالات مثل الفرح، أو الحزن، أو القلق. هذه التفاعلات ليست فقط نظرية، بل تُترجم إلى تغييرات فسيولوجية في الجسم، منها:
التوتر العضلي.
تعابير الوجه مثل العبوس أو الابتسام.
تغيرات خفية كارتفاع ضغط الدم أو تغير معدل إفراز الهرمونات.
علم النفس: أبو العلوم الإنسانية
من هذا المنطلق، ترى مؤسسة أجياد أن علم النفس هو الأساس الذي تنبثق منه كافة العلوم الإنسانية، كونه يدرس النفس البشرية بتقلباتها وتعقيداتها. فالنفس البشرية، كما وصفها الدكتور خشبة، هي خليفة الله في أرضه، مما يضفي على دراستها أهمية بالغة لفهم الإنسان وتحسين حياته.
الختام
علم النفس ليس مجرد علم نظري، بل هو جسر يربط بين فهم الإنسان وتحقيق توازنه النفسي والاجتماعي. دراسته تتيح لنا فهم أعمق للسلوك البشري، مما يساعدنا على بناء علاقات إنسانية أكثر إيجابية وتحقيق انسجام بين الفرد والمجتمع
تحياتى
د.ايمان أبو المحاسن
المرجع كتاب أصول علم النفس..ا.د.احمد عزت راجح طبعة ١٩٧٩ القاهره.
للمزيد من المقالات اضغط هنا
الشخصية السوية والتربية الإيجابية
