أحفاد وشياطين: قصة عائلة ألهاها الثراء عن بناء الإنسان
في زاوية خفية من واقعنا العربي، نشأت عائلة استطاعت أن تبني إمبراطورية من الثروة، لكنها خسرت أغلى ما تملك: الإنسان.
في بدايات القصة، كان الأب والأم نموذجًا للكفاح الطموح، لكن هذا الطموح ما لبث أن انحرف عن مساره الإنساني، ليتحوّل إلى سباق محموم نحو جمع المال.
ومن خلال تحالفات مظلمة مع أصحاب النفوذ، حصلوا على أراضٍ شاسعة بأبخس الأثمان، وسرعان ما تحوّلت إلى مشاريع سكنية وتجارية حصدوا من ورائها مئات الملايين.
لكن المال الذي كان من المفترض أن يكون وسيلة للعيش الكريم، أصبح هدفًا بحد ذاته.
تاه الأبناء في رفاهية مفرطة، دون أن يتلقوا تربية تؤسس لهم قيماً راسخة.
فحلّت الفراغات الروحية مكان المبادئ، ودخلت “شياطين الإنس والجن” إلى حياتهم بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
بدأت الحروب بينهم على الميراث قبل حتى أن تجف دماء الوالدين. النزاعات اتخذت طابعًا وحشيًا: اعتداءات، بلطجة، تزوير، وحتى دماء سالت في سبيل عقار أو صفقة.
لم يتردد الأحفاد في جرّ بعضهم إلى أروقة المحاكم، حيث تسيدت الأنانية، واندثرت روابط الدم.
اليوم، وبعد سنوات من الترف والدم، يقف أحفاد هذه العائلة أمام مرايا مشروخة، يرون فيها صوراً مشوهة لأنفسهم أبناء وبنات لم يُربّوا على القيم، بل على حسابات البنوك والعقود المزورة.
وهكذا تستمر الحكاية عن عائلة باعت إنسانيتها مقابل ثروة، وتذوقت مرارة لعنتها جيلاً بعد جيل.بقلم
د/عاصم خشبة
د/عاصم خشبة