قصة حقيقية: بين المودة والرحمة… ونموذج الزواج العادل
في زمن تزايدت فيه التحديات الاجتماعية وتغيرت فيه المفاهيم حول الأدوار الزوجية، نروي اليوم قصة واقعية تحمل في طياتها رسالة عميقة عن الزواج، والبحث عن التوازن، وفهم المعنى الحقيقي للمودة والرحمة.أهم عوامل اختيار شريك الحياه؟
https://youtu.be/-WLllPDA8u0
https://youtu.be/-WLllPDA8u0
البداية… حين قرر أن يبحث عن “نسخة مُحدَّثة”
كان هناك رجل، قرر أن ينفصل عن زوجته رغم أنها كانت تجمع بين عدة أدوار في حياته: أم، زوجة، طاهية محترفة، ومعلمة لأطفاله. لم يكن بها عيب واضح، بل كانت حاصلة على مؤهل جامعي، لكنها اختارت أن تكرّس حياتها كربة منزل.
ورغم كل ذلك، قرر الرجل أن يبحث عن امرأة “مثقفة”، تشاركه الاهتمامات الفكرية، وتتحدث عن قضايا المجتمع، وتقرأ في الفلسفة الوجودية قبل النوم. لم يكن يريد مجرد زوجة، بل شريكة فكرية.
المفاجأة… حين انعكست الأدوار
تزوج من زميلته في العمل، التي كانت تتمتع بدرجة عالية من الوعي الثقافي. لكن سرعان ما اكتشف أن الشراكة لا تعني بالضرورة الراحة. فالشريكة الجديدة كانت ترى أن مسؤوليات البيت ليست حكراً على المرأة فقط. فبدأ هو يتقاسم معها كل شيء: الطهي، والتنظيف، ومهام المنزل اليومية.
هنا، بدأ يشعر بالحنين لحياة هادئة، لطعام جاهز في الساعة الثانية ظهراً، ولملابس مكوية تفوح منها رائحة النظافة.
الزوجة الأولى… رحلة اكتشاف الذات
أما زوجته السابقة، فبدأت رحلة مختلفة تماماً. نظرت إلى نفسها من جديد، لا كزوجة أو أم فقط، بل كإنسانة لها حقوق على نفسها. بدأت تخرج، تشارك في ندوات ثقافية، وتعيد بناء حياتها الاجتماعية والمعنوية. لم يكن بالضرورة أن تعمل، لكنها بدأت تهتم بما تحبه، وتعيش لنفسها بجانب دورها الأسري.
الحقيقة التي غفل عنها الكثير
أما هو، فظل يبحث عن “الكمال” في الشريك، دون أن يسعى لتكميل نفسه. لم يكن شخصاً سيئاً، بل مثل الكثير من الناس، ينظر لما ينقصه دون أن يقدّر ما يملكه.
الزواج ليس مجرد أداء واجبات أو تبادل أدوار. الحب لا يُختصر في “خدمة توصيل”، ولا الزوجة تُقاس بعدد المهام التي تنجزها.
قال الله تعالى:
“وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَوَدَّةً وَرَحْمَةً”
[الروم: 21]
ما هي المودة؟ وما هي الرحمة؟
المودة ليست وردة في عيد الحب، وليست كلمة طيبة تُقال في لحظة صفاء. المودة أن تشارك من تحب لحظاته الصعبة، دون تذكير أو تأنيب.
الرحمة ليست فقط في وقت المرض أو التعب، بل في الوقاية من التعب النفسي والجسدي، في توفير الأمان العاطفي، والاحترام المتبادل، والإصغاء دون سخرية أو استخفاف.
دعوة للتفكر: هل نعيش فعلاً قيم الزواج؟
الله عز وجل قالها بوضوح، قبل أن تزداد تعقيدات العلاقات:
“وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا، وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً…”