Assuming responsibilities: between instinct and acquisition

تحمل المسؤولية: بين الفطرة والاكتساب

تحمل المسؤولية حجر أساس في بناء شخصية ناجحة ومتكيفة مع تحديات الحياة. فهو ليس مجرد التزام، بل انعكاس لقوة داخلية تدفع الفرد للمبادرة واتخاذ القرارات الصائبة. لكن، هل هو فطري أم مكتسب؟ وما دور البيئة والتربية في تشكيله؟

مفهوم تحمل المسؤولية

يُعرّف تحمل المسؤولية بأنه “الالتزام بما يصدر عن الشخص قولًا أو عملًا”. ومن منظورات مختلفة

  • نفسيًا: القدرة على الاستجابة الواعية للمؤثرات وتحمل نتائجها.

  • اجتماعيًا: الالتزام بالمعايير والقيم الاجتماعية.

  • د. عبد الكريم بكار: يتجلى في كل فعل نقوم به، من العناية بأنفسنا إلى التأثير في مشاعر الآخرين.

العوامل المؤثرة في تحمل المسؤولية

1. التربية والبيئة

  • الأسرة: تُعزز التربية المتوازنة حس المسؤولية عبر وضع الحدود وتوزيع المهام.

  • المدرسة: تنمي المسؤولية من خلال الأنشطة والمسؤوليات المدرسية.

  • المجتمع: تؤثر الثقافة والقيم الاجتماعية بشكل مباشر.

2. الجينات والشخصية

تشير الدراسات إلى أن الجينات قد تؤثر في سمات الشخصية، مثل الانضباط والمبادرة. ومع ذلك، يبقى التفاعل مع البيئة هو الأهم. كما أن صفة الضمير (Conscientiousness) تُعد من أبرز السمات المرتبطة بالمسؤولية.

علم نفس المسؤولية

  • الدافعية: تعزز الدوافع الداخلية، كالرغبة في تحقيق الذات، تحمل المسؤولية.

  • الكفاءة الذاتية: إيمان الفرد بقدرته على إنجاز المهام يعزز استعداده لتحمل المسؤولية.

  • اللوم مقابل المسؤولية: التمييز بين لوم الآخرين وتحمل المسؤولية الذاتية يُنضج الشخصية.

تطوير تحمل المسؤولية

  1. وضع أهداف واقعية وتحمل مسؤولية تحقيقها.

  2. مراجعة القرارات السابقة والتعلم منها.

  3. طلب المساعدة عند الحاجة.

  4. إدارة الوقت وتنظيم المهام.

  5. مواجهة التحديات بروح إيجابية.

  6. تعزيز روح المبادرة.

الخاتمة

تحمل المسؤولية مزيج معقد من العوامل الشخصية والاجتماعية. لكنه مهارة يمكن تطويرها بالتدريب والممارسة. إن تحمل المسؤولية يبني شخصية قوية ويؤسس مجتمعًا متماسكًا


د. إيمان أبو المحاسن

استشاري التدريب والتطوير

للمزيد من المقالات اضغط هنا
علم النفس الإيجابي كعلم تطبيقي