كشرت الطبيعة عن أنيابها وقررت تلقين البشر دروسا لا تنسي بسبب اعتداءاتهم المتكررة عليها.
فمنذ الثورة الصناعية الأولى وحتى الآن والبشر ماضون فى غيهم وتغولهم على الطبيعة ناشرين الملوثات برا وبحر وجوا غير مدركين أو متعامين عن إن الطبيعة والكون هي كائنات حية بما قدره الله لها من وظائف وأدوار.
تناسي قادة الدول وأصحاب الشركات إن الطبيعة لها قوانين فطرية وبها توازن إيكولوجي مذهل بحيث إن كل مكوناتها تحيا فى تكامل وتناغم ودون ملوثات.
حطم البشر سكون الطبيعة ونهشوا جمالها بدون رحمة وقلبوا توازنها الأيكولوجي إلى فوضى عارمة.
تناسى البشر أن للطبيعة رب يحميها وان الرب عادل لا يقبل الظلم.
وهكذا كشرت الطبيعة عن انيابها وتحولت الملوثات إلى سموم ووقود دموي لتغيرات مناخية حادة وعنيفة المدمرة.
وهكذا وعلى مدى سنوات تحولت الرياح إلى عواصف والعواصف إلى أعاصير عاتية تدمر المدن الساحلية وتقتلع البيوت وكأنها اعجاز نخل خاوية والقذف بحطامها على بعد اميال واميال.
وتحولت الأمطار إلى سيول وفيضانات أزالت قرى ومدن وقذفت بها إلى جوف اليم مثلما حدث فى درنه الليبية.
ارتفعت درجات الحرارة صيفا حتى أعتقد البعض أن جهنم قد فتحت أبوابها التي تطل على الكوكب الأم الذى أنهكه سكانه وأهانوه.
أطلت علينا البراكين والزلازل وكأنها رؤوس شياطين تمزق البشر والطرقات والبيوت وتحول حياة الملايين إلى جحيم مثلما حدث فى جزيرة بالى وفى الفلبين وفى تركيا والمغرب.
ولأن العين بالعين والبادي أظلم فإن الطبيعة قتلت الملايين وشردت عشرات الملايين وحطمت البيوت والمزارع والشوارع والمصانع والمستشفيات ووضع مئات الملايين بل مليارات من البشر ايديهم على قلوبهم انتظارا الضربات القادمة والهول المتوقع فى أي مكان وكل مكان وفى كل لحظه ودون سابق إنذار.
ومن رحم الكوارث المتلاحقة ومن وسط الخراب العالمي خرج… الجيل دى. من وسط الأهوال وكطائر العنقاء الخرافي خرج إلى فضاء الإنترنت…الجيل دى.
من وسط الفزع والرعب واليأس العالمي المروع…ولد فى العالم الافتراضي…الجيل دى.
والجيل دى….هو الجيل الرقمي بامتياز والذي ولد بعد عام ٢٠١٥م وكأنه ولد وفى يده كمبيوتر.
الجيل دى….هو الجيل الأكثر احترافية فى التعامل مع الأجهزة الذكية حتى قال البعض أن هناك من يولدون وفى فمهم معلقة ذهب ولكن أطفال الجيل دى ولدوا وفى ايديهم أجهزة موبايل.
الجيل دى تربى وتعلم وتثقف على الشبكة العنكبوتية وعرفوا أن العلماء أطلقوا عليهم اسم الجيل دى تسعدونا بذلك وتبنوا الاسم وبدأوا فى التجمع بالملايين على جروب الجيل دى.
الجيل دى…درسوا فى مراحلهم التعليمية المختلفة وترقبوا فى بلادهم على برامج…الـ جى بى إس البشرى….وأصبحوا يمتلكون مهارات رسم خرائط الحياة التي تساعدهم فى الوصول لأهدافهم بسهوله ويسر واحترافي.
الجيل دى…تعلموا وتدربوا فى بلادهم على مهارات توسعة أطر العقل…والتفكير المتكامل والتفكير التشاركي واحترام الآخرين الطبيعة.
الجيل دى….درسوا علم نفس الكون ككائن حي فى بلادهم من ضمن المناهج الدراسية بكل لغاتهم وتشبعوا بثقافة علم نفس الكون ككائن حي واعتنقوا مبدأ مشترك…للطبيعة والأرض حقوقا تساوى حقوق الإنسان.
الجيل دى …درسوا مناهج…التربية البيئية المستدامة…فى مدارسهم وفهموا وأيقنوا أن…الاستدامة البيئية الخضراء…هي نفس استدامة الحياة العادلة والإنسانية والاجتماعي والمهنية للإنسان.
الجيل دى…تسلحوا بالوعي الأخضر المستدام فى طريقة تعلمهم وأساليب حياتهم وتبادلوا الخبرات والتجارب الناجحة على الإنترنت.
الجيل دى…عرفوا واحبوا البرامج الرقمية والالعاب الرقمية التي عرفتهم بجمال الطبيعة ووحدتهم مع مكوناتها بعد أن أدركوا من خلال اعتناق ثقافة علم نفس الكون ككائن حي أن حياة البشر والطبيعة والأرض هي حياة واحدة ومشتركة وان المصير واحد والقيامة واحدة بالخالق واحد.
وسط العواصف والأهوال ومعارك المناخ العنيفة ازداد اعضاء الجيل دى تماسكا وتعاونا وتواصلا من كل أنحاء العالم وبعد أن كانوا بالآلاف أصبحوا بالملايين ثم بمئات الملايين عاما بعد عام.
كان السؤال الذي يشغل الجيل دى…ما العمل؟؟؟والذي اين السبيل؟؟؟
ماذا يفعلون فى مواجهة دول متراخية وقاده فشلة وشركات عملاقه تلوث الهواء والماء والتربة على مدار الساعة بدون توقف وبلا رحمة ولا رادع؟؟؟
ماذا يفعلون فى مواجهة تحديات مناخية مدمرة وهم ليسوا أصحاب قرار؟؟؟
ماذا يفعلون ومؤتمرات المناخ تعقد وتفض كالموالد الشعبية التي نسمع فيها. ضجيجا ولا نرى طحينا.
الموالد الشعبية التي فيها أراجوز والعرائس القماشية المعلقة بخيوط خفية كي تتراقص أمام المشاهدين فتلهيهم.؟؟
كان الجيل دى …فى حد ذاته وتجمعه الافتراضي الضخم مصدر إلهام لأعضائه لذا تشاوروا أمرهم بينهم شهورا وسنينا حتى جاء الإلهام من أكثر من عضو وفى أوقات متقاربة وأفكار متماثلة.
كان الإلهام منطقيا فخالق الإنسان والطبيعة والكواكب والكون هو خالق واحد
هو خالق كل شيء لذا لابد من إلهام سماوي للجيل دى…الجيل الذهبي.
الإلهام السماوي هو …مدينة الجيل دى. مدينة المستقبل.
الإلهام السماوي هو …مدينة الجيل دى. مدينة نظيفة وخالية من الملوثات يعيش البشر فى تحدى مع الطبيعة وفى توافق إيكولوجي طبيعي.
مدينة الجيل دى…مدينة المستقبل للجيل الذي تسلح بالوعي الأخضر وعاد إلى صوابه وقدم اعتذاره للطبيعة وللكوكب الام.
مدينه انسانية عادلة جميلة وتبنى من مواد الطبيعة وتحصل على طاقتها من الشمس والرياح.
وأصبح السؤال الأهم…اين هذه المدينة الحلم؟؟؟
اين مدينة المستقبل…؟؟؟
اين مدينة الجيل دى…؟؟؟
ومن السماء جاء الإلهام….إلى الجيل دى…اتبعوا ….النجم الشمالي.
أستيقظ العالم ذات يوم على مسيرات ضخمة خرجت من معظم دول العالم تسير ليلا بهدى النجم الشمالي وتستريح نهارا.
توافق أبناء الجيل دى على الذهاب بدون أي ملوثات…اتفقوا على السير فى جماعات حتى لو اقتضى الأمر اسابيع وشهورا
أو على دراجات هوائية أو سيارات كهربائية حتى حدود مدينة المستقبل.
مواكب أسطورية تسير بهدى النجم الشمالي وتنال تصفيق ودعم غذاء وماء وفواكه من سكان كل مدينه وكل قرية.
مواكب الجيل دى تتحرك وتحت الضغط الجماهيري الهائل تفتح لها الحكومات الحدود.
الجيل دى…يثير خيال الملايين من البشر فينضمون إلى المسيرات حاملين المؤن والعتاد الصغير والبسيط لبناء مدينة الجيل دى. مدينة المستقبل.
الملايين تتجه شمالا تصل لحدود القطب الشمالي وتصنع وترفع لوحة كبرى…..
مدينة الجيل دى…مدينة المستقبل.
توافدت الوفود وبدأ كل فى مجاله يضع خبراته فى بناء بيوت من جليد وأشجار الطبيعة والبعض يصطاد الأسماك لصنع الطعام وآخرين يعدون خزانات مياه الشرب فيما قام البعض بإنشاء نادى التجمع من اخشاب الشجار وبدأ آخرون فى انشاء مركز اتصالات رقميه وآخرون كانوا يجهزون مساحة كبرى لزراعة أشجار وزهور اصطحبوها معهم…وبدأت حياة طبيعية وجميلة فى مدينة الجيل دى…مدينة المستقبل.