Has the mobile phone become part of body language?

هل أصبح الهاتف المحمول جزءًا من لغة الجسد؟

في مشهد يتكرر يوميًا في شوارع مصر، نلاحظ أن الهاتف المحمول لم يعد مجرد وسيلة للاتصال، بل أصبح امتدادًا حقيقيًا لشخصية الإنسان، خاصة لدى الشباب والمراهقين.
في كل زاوية من زوايا القاهرة أو الإسكندرية أو حتى في أصغر قرى مصر، ستجد فتاة أو شابًا يسير وهاتفه في يده، وكأن الإمساك به أمر لا يمكن الاستغناء عنه.

اللافت أن هذا السلوك أصبح جزءًا من “لغة الجسد” اليومية، خصوصًا بين الفتيات، رغم أن معظمهن يحملن حقائب يد.
إلا أن الهاتف المحمول يظل خارج الحقيبة، مرفوعًا أو ظاهرًا بوضوح.
وكأن الهدف لم يعد فقط استخدامه، بل إظهاره أيضًا.

فلماذا إذن تحول الهاتف إلى عنصر بصري في تواصلنا اليومي؟

الإجابة تكمن في التحولات الاجتماعية والنفسية التي رافقت ثورة التكنولوجيا. فالهاتف المحمول أصبح مرآة تعكس الحالة الاجتماعية، ومستوى الرفاهية، وحتى الذوق الشخصي. من نوع الهاتف إلى لونه، ومن غلافه الخارجي إلى الإكسسوارات المرفقة به، بل حتى “الأسكرينة” على الشاشة، كلها تفاصيل تساهم في رسم ملامح صاحب الهاتف، وكأنها مكملات للهوية الشخصية.

 الهاتف مرآة للمراهق

لا يمكن تجاهل أن المراهقين اليوم هم الأكثر ارتباطًا بهواتفهم.
وهذا يقودنا إلى سؤال مهم: كيف نفهم هذا التعلق من منظور تربوي؟ وكيف نوجههم ليستخدموا هذه الأدوات بوعي؟

🔗 شاهد هذا الفيديو الرائع: اكتشف ابنك المراهق

في هذا الفيديو، ستتعرف على مفاتيح لفهم شخصية المراهق، وكيفية التعامل معه بطريقة ذكية وفعّالة.

 التربية الإيجابية البداية من هنا

إذا كنا نريد أن نحسن من علاقة أبنائنا بهواتفهم وبأنفسهم، فإن الحل يبدأ من التربية. تربية قائمة على الحوار والفهم، لا على المنع والقمع.

🔗 اقرأ المزيد هنا: التربية الإيجابية – أكاديمية أجياد

مقال شامل يسلط الضوء على أسس التربية الإيجابية وكيف نوجه أبناءنا في هذا العالم الرقمي.

لغة الجسد الرقمية!

لم يعد غريبًا أن نجد البعض يستخدم الهاتف كوسيلة للتعبير عن الذات، تمامًا كما نفعل باستخدام تعبيرات الوجه أو نبرة الصوت أو طريقة ارتداء الملابس.
بل إن الهواتف أصبحت علامة من علامات المكانة الاجتماعية، ورسالة غير منطوقة تقول: “انظروا من أنا”.

قد يبدو المشهد ساخرًا أحيانًا، لكنه يعكس واقعًا ثقافيًا جديدًا يتشكل في مجتمعاتنا.
واقع فيه أصبح الهاتف المحمول عنصرًا من عناصر لغة الجسد اليومية، وعنصرًا من عناصر التواصل الاجتماعي غير اللفظي.

ربما ما ينقص هذا المشهد فقط هو أن ترفع كل فتاة هاتفها عاليًا في الشارع أو المركز التجاري وتعلن: “أنا أملك هاتفًا صدقوني!”.

في النهاية، ندعوك للتفكير والتأمل.
هل نحن أمام ظاهرة اجتماعية جديدة تستحق الدراسة؟ أم أنه مجرد سلوك عابر فرضته طبيعة العصر؟

بقلم: د. عاصم خشبة

للمزيد من المقالات اضغط هنا