إن الأسرة تمر بمجموعة من المراحل تختلف من زمن لأخر ومن جيل لأخر ومن ظروف لأخرى مما يستدعى أن تكون هذه العلاقات فى تطور وفهم مستمر ومحاولة مستمرة للتحسين والتطوير.
من أهم الأسس لهذا التحسين أن يفهم كلا من الزوج والزوجة حدود التعامل مع الأخر
يقول د جوان غراى– فى كتاب رجال من المريخ و نساء من الزهرة
أن المرأة تحتاج إلى أن تعرف حدود ما تستطيع بذله دون أن تستاء من شريكها فبدلا من أن تتوقع من شريكها أن يحقق التعادل فإنها تحتاج إلى أن تحافظ على التعادل بضبط مقدار ما تمنح.
الأساس الأول الدافعية
تتحفز المرأة بالحب والتقدير
يتحفز الرجل بإحساسه بالمسؤولية وأن الأسرة والزوجة تحتاج إليه
الأساس الثاني المسؤولية
أن يتحمل كلا منهما مسؤولية تصرفاته وقرارته ولا يرمى باللوم على الأخر ولا يتنصل من دوره في الأسرة قد تكون المرأة المسؤولة الأولى عن التربية ولكن هذا لا يلغى دور الأب فلابد أن يشارك الأب فى التربية.
قد يكون الرجل مسؤلا عن الإنفاق والحماية والرعايا ولكن هذا لا ينفى دور المرأة فى طلب ما يستطيع عليه الشريك
كما أن المرأة إن استطاعت أن تساعد فإنها تساعد بالحدود التي تجعلها راضية ولا تثقل على نفسها
من الأمثال الأمريكية فى التربية
DAD for Fun MUM for Business
بمعنى أن الأم مسؤولة عن التربية وعمل الواجبات ومتابعة الأطفال والأب مسؤول عن الترفيه
وهذا بالمنطق الذي يحدث أو يجب أن يحدث ولكنه يبدو كدور أساسى ويبادل الأب والأم الأدوار في أوقات كثيرة
في الإنفاق أعتقد أن العكس هو الصحيح
الأب المسؤول الأول عن نفقات الأسرة –الأم تساهم فى الترفيه والأمور الغير أساسية
مثال عندما أتت إحدى العميلات لدى الأكاديمية وطلبت إستشارتى فى الأسس التى وضعتها هى وزوجها — أن الزوج سوف يشارك بجزء من النفقات وهي سوف تشارك بجزء من النفقات فقلت لها لا تجعلى مشاركتك فى المصاريف الأساسية أمرا أساسىا
إجعلى مشاركتك في الأمور الثانوية والترفيهية لأن هذا مع الوقت سوف يشكل حمل عليكى قد يأتى وقت لا تستطيعين توفيره
ولكنها رفضت بدعوا أنها تريد مستوى معين للبيت والأسرة
بعد ثلاث سنوات جاءت لتقول لي أنها أرهقت نفسها بهذا الأمر لدرجة أنها عندما أرادت أن تأخذ أجازة سنة لرعاية طفلها الأول أصبحت تعاني في جزء كبير من الطلبات وما اعتاد عليه البيت كما أن زوجها أصبح دائم التضجر من المصاريف وأنه غير مقدر لأنها كانت تنفق وقت ما كانت تعمل
وأخذوا وقتا كبيرا من المشاكل والأزمات إلى أن تواصلوا وتأقلموا مع الوضع الجديد وبعد فترة الرعاية للطفل بدأت تمارس حياتها العملية والتزاماتها بطريقة مختلفة
على الجانب الأخر إحد العميلات طبيبة أطفال دخلها أعلى بكثر من دخل زوجها طلبت إستشارتى أن تحمل نفسها مصاريف مدارس غالية جدا وتلتزم بها أشرت عليها أن مصاريف المدارس تكون فى حدود امكانيات الزوج وأما هي فتشارك بتنمية المهارات والكورسات وفعلا أولادها اتقنوا ثلاث لغات بطلاقة وفى الألعاب الرياضية متفوقين
وعندما جاءت أزمة كورونا أغلقت العيادة لفترة وكانت مسؤلة عن البيت والأسرة والحظر ولم يوافق زوجها على أخذ أجازة من العمل
والاختيار كان عليها فى إلتزام المنزل مع الأطفال بطبيعة الحال اضطرت هي لرعاية الأطفال في المنزل وعدم الخروج للعمل والاختلاط مما أثر على وضعها المادى وتذكرت فى ذلك الوقت أن القرار الصواب فعلا ما بنت عليها حياتها
عموما هذا إجتهاد منى للمحاولة ولتنظيم الأسرة ووضع الحدود في زمن اختلطت فيها المفاهيم بين شد وجذب وطلب بمساواة وهمية تماثل المجتمع الأوروبى
وضع الأسس والحدود والأدوار بالمنظور الصحيح هو الذي يوفر للأسرة الإستقرار
ولكن هذا لا ينطبق على كل الحالات وكل الأسر وكل الظروف
الأساس الثالث التدريب
إن التدريب المستمر من التحسين المستمر
نحتاج أن نتدرب باستمرار على التعامل مع الشريك و محاولة فهمه و تحسين التواصل
تحتاج المرأة على أن تتدرب على أن تعبر عن مشاعرها وعن طلباتها ولا تنتظر أن يفهم الرجل من نفسه
يحتاج الرجل أن يتدرب على أن للزوج حقوق وأن يحاول فهم احتياجاتها النفسية دون تذمر وصوت عالى وأن يحاول فهم ما وراء حديثها وليس حديثها نفسه
فمثلا عندما تقول بعض النساء أنا مشوفتش معاك يوم حلو ما وراء هذا الكلام أنها تتمنى أن يحدث تجديد وتغيير وأنها عندها حالة من الملل واليائس
الأساس الرابع
تقوم العلاقات على أساس الود والتغافل والرحمة والعطاء المتبادل
بسم الله الرحمن الرحيم
وجعل بينكم مودة ورحمة
صدق الله العظيم
الود أن يتودد بعضنا للأخر
أن يعطى ويبذل كلا منا ما يستطيع يأخذ ويعطى
وتبالغ المرأة في العطاء أحيانا لدرجة أن البعض يعتقد أن هذا حقا مكتسب
تعلمي أن تتلقى وتطلبي
أنكى تستحقين وأنتى جديرة بما تتطلبين وما تتطلعين إليه.
ومن السيدات التي كانت لا تطلب –أمى — فقد ظلت طوال حياتها لا تطلب أى مطالب لها شخصيا ولا تطلب حتى لنا وعندما كان يسألها أبى ماذا تحتاجين هل تحتاجين ملبس أو مستلزمات كانت تدعى أنها عندها وعندنا ما يكفي
الحقيقة أنها كانت تحتاج وتتطلع ولكنها كانت تشفق عليه من الحمل الملقى على كاهله
ولا أطلب من الزوجات أن يطلبن أكثر مما يتحمل الرجل ولكن عليهن أن تتطلبن بالمعقول وعلى حسب الإمكانيات التى تراها مناسبة
عليها أن تعرف أنها جديرة بالتلقي مثلما تعطى باستمرار وبلا مقابل
وأنصح بالبساطة في العطاء والتلقي وعدم المغالاة
ليس على المرأة أن تعطى بالسنين حتى تدرك أنها حان الوقت أن تأخذ
عليها أن تحقق التوازن منذ البداية
على الرجل تعلم البذل
يخاف الرجل أن يبذل ولا يتلقى تقديرا ويتألم في داخله عندما يشعر بأنه لا يقدر أو لا يشعر أحد بما يبذل ولهذا يتردد في العطاء
عليها أن تقدر عطائه وتشعره بذلك
الأساس الخامس
لا بأس من إرتكاب الأخطاء
كلنا معرضين للخطأ
وكلنا أحيانا نصيب وأحيانا نخطأ والخطأ تصرف يمكن تصليحه أو تعديله
تحمل نتيجة الخطأ ولا تلقى اللوم على غيرك
وكن صريحا وواضحا في تحمل مسؤولية تصرفاتك وأخطائك وكذلك أنتى.
