فى صعيد مصر الذى هو اصل مصر ومنبع كل العائلات الكبري نشأت مريم
فى رحاب أسرة طيبة تعمل وتأكل من سواعد افرادها.
ومريم امرأة خمسينية مبتسمة رغم العمل الشاق واليومي ومقابلة على الحياة راضية بتصاريف القدر.
فى حفرة فى صحن المنزل تجلس مريم يوميا لساعات تداعب اصابعها بخفة وايقاع منتظم أوتار مشدودة على قوائم خشبية تغزل عليها خيوط الحرير على هذا النول البدائى لتصنع(نسيج الفركة) الحريري.
أنامل ذهبية تحول خيوط القز المكونة لشرانق دودة القز إلى نسيج حرارة رائع ونادر الوجود.
ومريم هى حلقة فى سلسلة منتجات نسيج الفركة مثلما ان خيوط الحرير هى حلقة فى دورة حياة دودة القز.
نزرع شجر التوت كي يتغذى عليه دود القز ويتشرنق الدود حتى يتحول إلى فراش ينطلق إلى الفضاء لتمتد أنامل مريم إلى شرانقه وتغزلها إلى قطع فنية حريرية رائعه.
وتمضى الأيام تستلهم مريم تراث الآباء والاجداد وتحاول جاهدة ان تورثها إلى أجيال شابة متمردة.