الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة المنورة لم تكن مجرد حدث تاريخي عابر، بل كانت فاصلاً بين الحق والباطل، وبين الظلام والنور، وبين الاستبداد والحرية. في هذه الرحلة المباركة، تجلت معاني الإيمان والصبر والتضحية، وبدأت مرحلة جديدة في تاريخ الإسلام والمسلمين، مرحلة أسست لقيام دولة الإسلام ونشر رسالة التوحيد والعدل.
الهجرة: طريق النصر
كانت الهجرة إذنًا من الله بانتصار الإسلام وتأسيس دولة الحق. خرج النبي محمد ﷺ من مكة تاركاً وراءه كل شيء، لكنه لم يترك رسالته. بدأ الرحلة إلى يثرب، المدينة التي استنارت بقدومه، والتي أصبحت منارة للإيمان والعلم. كانت الهجرة انتصاراً على الظلم والطغيان، وكانت بداية لبناء مجتمع يقوم على أسس من العدالة والإخاء والمساواة.
الهجرة: مثال للتخطيط والإيمان
الهجرة كانت مثالاً حياً على الامتثال لأمر الله، والتخطيط الدقيق، والتنفيذ المحكم، والنجاح بقوة الإيمان وصدق التوكل على الله. لم تكن رحلة سهلة، بل كانت مليئة بالصعاب والتحديات، ولكن بالإيمان والعمل الجاد والمثابرة، تحقق النصر وبدأت مرحلة جديدة من الدعوة والبناء.
الهجرة: جامعة الإيمان
الهجرة كانت مدرسة كبرى، بل جامعة متكاملة تعلم فيها النبي الكريم، وعلم الصحابة والمسلمين والبشرية كلها أن الرسالة تكليف وأمانة، وعمل جبار، وعزيمة لا تلين، وقلوب قوية بالله، ويقين حديدي بالله وفي الله، وإبداع متواصل، وقدوة حسنة مستمرة إلى أن تقوم الساعة.
الهجرة: تذكرة بالتضحية والإخلاص
الهجرة تذكرنا بالمصطفى والصحابة والصالحين الذين ضحوا بكل شيء من أجل وجه الله ونصرة الدين. تركوا ديارهم وأموالهم وأهاليهم في سبيل الله، وواجهوا الصعاب بعزيمة وإيمان لا يتزعزع. تذكرنا بضرورة التضحية في سبيل الحق، والالتزام بالقيم والمبادئ الإسلامية في كل زمان ومكان.
اللهم اجعل العام الهجري الجديد سيادة للحق وإزهاقاً للباطل. بارك الله لكم في السنة الهجرية، وتقبل الله منكم صالح الأعمال في أول جمعة من العام الهجري 1445 هـ.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.