دعاء الأبناء لا يصل الى أذن السماء الا إذا خرج من فم الأمهات
– من أقوال الحكيم المصري “كاجمنى”
الأم هبة الإله.. ضاعف لها العطاء فقد أعطتك كل حنانها.. ضاعف لها الغذاء فقد غذتك من عصارة جسدها.. أحملها في شيخوختها فقد حملتك في طفولتك.. أذكرها دائماً في صلاتك وفي دعائك للإله الأعظم فكلما تذكرتها تذكرتك وبذلك تُرضى الإله
الحكيم المصري “سنب حوتب”
حب الأم يهب كل شيء ولا يطمع في شيء
الحكيم المصري “سنب حوتب”
لا تنسى أمك وما عملته من أجلك؛ ضاعف لها غذائها احملها كما حملتك؛ فإذا نسيتها نسيك الإله.
الحكيم المصري “انى”
لقد حملتك تسعة أشهر وحينما ولدت حملتك ثانيا حول رقبتها وأعطتك ثدييها سنوات ولم تشمئز من قذارتك وعندما دخلت المدرسة وتعلمت الكتابة كانت تقف بجوار معلمك ومعها الخبز والجعة التي جاءت بهما من البيت.
من أقوال الحكيم المصري “انى”
الأم هبة الله للأرض فقد أودع الله فيها سر الوجود فوجودها أستمرار لوجود البشر. – من أقوال الحكيم المصري “انى”
هذه كانت وصية أجدادنا القدماء حيث كانت للأم مكانة مقدسة عند قدماء المصريين منذ بداية الأسرات وقاموا بتحديد يوم سنوي للإحتفال بإيزيس رمز الأمومة والزوجة الصالحة في الديانة المصرية القديمة
تعتبر الحضارة المصرية من الحضارات التي أعطت المرأة مكانتها وحقوقها وتشهد جدران المعابد والمقابر على مكانة الأم وتقديسها
وتعتبر “إيزيس” أم لكل المصريين ورمز لمصر وكان الإحسان إليها والتقرب لها من الأعمال المهمة في مصر الفرعونية، واعتبرت “إيزيس” رمز الأمومة والمثل الأعلى لكل أم ونقشت وصورت على جدران المعابد والمقابر وهي حاملة أبنها “حورس”
وكان لـ “إيزيس” عيد سنوي يحتفل به كل المصريين وهو أقدم عيد أم في الوجود وكان المصريين يحتفلون به في مواكب من الزهور وهي تمر بجميع المدن المصرية
وحمل هذا اليوم العديد من الأسماء منها يوم الأم المقدسة، ويوم أم الوجود، ويوم الأم الجميلة، وكذلك يوم أم الحياة ويعتقد كثير من علماء الآثار أن هذا اليوم يوافق الإحتفال ببداية فصل الربيع في ٢١ من مارس.
وقد جاء في إحدى البرديات “اليوم عيدك يا أماه، لقد دخلت أشعة الشمس من النافذة لتُقبل جبينك، وتبارك يوم عيدك، وأستيقظت طيور الحديقة مبكرة لتغرد لكٍ في عيدك، وتفتحت زهور اللوتس المقدسة على سطح البحيرة لتحيتك، اليوم عيدك يا أماه فلا تنسي أن تدعو لي في صلاتك للرب”.
وفي الإسلام من أعظم الأدلة على مكانة الأم الحديث النبوي الشريف الذي يروي قصَّة رجلٍ جاء إلى النبي “صلى الله عليه وسلم” يسأله: من أحق الناس بصحابتي يا رسول الله؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: أبوك
ويروي البزار أن رجلًا كان بالطواف حاملًا أمه يطوف بها، فسأل النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” هل أديت حقها؟ قال: «لا، ولا بزفرة واحدة» !.. أي زفرة من زفرات الطلق والوضع ونحوها.
وبر الأم يعني: إحسان عشرتها، وتوقيرها، وخفض الجناح الذل لها، وطاعتها في غير المعصية، وألتماس رضاها في كل أمر، حتى الجهاد، إذا كان فرض كفاية لا يجوز إلا بإذنها، فإن برها ضرب من الجهاد.
ومن الأحاديث النبوية الدالة على مكانة الأم في الإسلام قصة الرجل الذي جاء إلى النبي “صلى الله عليه وسلم” فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك، فقال: «هل لك من أم؟» قال: نعم، قال: «فالزمها فإن الجنة عند رجليها»
وقد قام الغرب والعالم العربي بتخصيص يوم للاحتفال بعيد الام
ففي مصر يتم الاحتفال به في يوم 21 مارس من كل عام ويعتبر أول من فكّر في عيد للأم في العالم العربي الصحفي المصري الراحل علي أمين مؤسس جريدة أخبار اليوم مع أخيه مصطفى أمين عام 1956م
طرح علي أمين في مقاله اليومي ، فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلًا: لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم ونجعله عيدًا قوميًا في بلادنا وبلاد الشرق
ثم حدث أن قامت إحدى الأمهات بزيارة للراحل مصطفى أمين في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرّست حياتها من أجل أولادها، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تمامًا
فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير فكرة يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل والتذكير بفضلها
وانهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط،
إلا أن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وبعدها تقرر أن يكون يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع، ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة
ومن ثم وبواسطة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس تم إطلاق مسابقة الأم المثالية لتكريم نماذج من الأمهات المكافحات
وعالميا بدأت القصة باحتفال عيد الأم وكان ذلك عام 1908، عندما كانت الأمريكية آنا جارفيس من ولاية فرجينيا أول من احتفل بعيد الأم، حيث أقامت آنا احتفالاً بعيد أمها في كنيسة “Andrews”، وبعد ذلك أخذ الناس يقلدونها، وأصبح هذا الاحتفال عيداً رسمياً سنة 1914، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي ويدرو ويلسون هذا العيد سنة 1913.
وتتنوع صور الاحتفال بعيد الأم طبقا لعادات الشعوب، ويحرص الآباء والأبناء في هذا اليوم على تقديم الهدايا للأمهات، والتذكير بتأثيرهن في المجتمع، والاحتفال بإنجازاتهن على جميع الأصعدة.
ويختلف يوم الاحتفال بعيد الأم في العالم، لكن أغلب الدول تحتفل به في شهري مارس ومايو، إذ تحتفل أغلب الدول العربية بهذه المناسبة في 21 مارس من كل عام
ما عدا الجزائر والمغرب وتونس التي تحتفل به في يوم الأحد الأخير من شهر مايو، وفي الولايات المتحدة وعدد من دول أوروبا وشرق آسيا يجري الاحتفال في 2 مايو، بينما تحتفل جنوب أفريقيا يوم 8 مايو ، والنرويج في ثاني أحد من شهر فبراير.
وفي عيد الأم تحية حب وإجلال وتقدير لكل أم استطاعت أن تؤدي دورها على أكمل وجه في ظل المعوقات والظروف واستطاعت ان تصل بأبنائها لبر الأمان