Mrs. Zeinab… the mountain of patience that does not shake

السيدة زينب.. جبل الصبر الذي لا يهتز

في كل عام، في الثامن والعشرين من يناير، يجتمع محبو آل البيت في رحاب مسجد السيدة زينب بالقاهرة، ليحتفلوا بمولدها العطر، مستذكرين سيرتها العطرة وحياتها التي كانت ملحمة من الصبر والثبات.

لماذا لُقّبت السيدة زينب بـ “جبل الصبر”؟

السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب، وحفيدة النبي محمد ﷺ، وشقيقة الحسن والحسين، وابنة فاطمة الزهراء وجدّتها السيدة خديجة رضي الله عنهن جميعًا. إنها واحدة من أعظم نساء التاريخ، امرأة جسدت معاني التضحية والصمود، فاستحقت بجدارة لقب “جبل الصبر”.

لقد شهدت السيدة زينب مواقف تهتز لها الجبال، لكنها لم تهتز، بل وقفت شامخةً كالصخر في وجه المحن. فقد رأت بعينيها وفاة جدها رسول الله ﷺ، ثم فقدت أمها فاطمة الزهراء وهي ما تزال صغيرة، ثم جاءت الفاجعة بمقتل والدها الإمام علي، ثم شقيقها الحسن الذي قُتل غدرًا بالسم، ثم الفاجعة الكبرى بمذبحة كربلاء، حيث قُتل شقيقها الحسين وأولادها وأهل بيتها أمام ناظريها.

أي قلب يستطيع تحمل كل ذلك؟!
أي نفس يمكنها مواجهة كل هذه الابتلاءات دون أن تنكسر؟!

لكن السيدة زينب لم تكن امرأة عادية، لقد وقفت في وجه الطغيان، وصبرت واحتسبت، ولم تنكفئ على أحزانها، بل استمرت في نشر العلم والدين، ومواساة المظلومين، وجبر خواطر المنكوبين.

ألقابها التي تعكس عظمة روحها

إلى جانب لقب “جبل الصبر”، عُرفت السيدة زينب بلقب “أم هاشم” و**”أم العواجيز”**، وذلك لكرمها وعطائها، حيث كانت لا ترد سائلًا، وتفتح بيتها لكل محتاج، فكانت قبلة للفقراء والمساكين.

السيدة زينب.. قدوة نساء الأرض

بعد كل هذه المحن، انتقلت السيدة زينب إلى مصر، حيث قضت آخر أيامها، ودفنت في قلب القاهرة، لتظل روحها مصدر إلهام للمحبين والعارفين. ضريحها المبارك في مسجدها بحي السيدة زينب، لا يزال شاهدًا على حب الناس لها، وعلى خلود سيرتها العطرة.

السيدة زينب لم تكن مجرد ابنة لبيت النبوة، بل كانت مدرسة في الصبر والعطاء، مثالًا للمرأة القوية التي لا تنكسر أمام المحن، والتي تجعل من الألم قوة، ومن المحنة منحة.

رحم الله السيدة زينب، ورزقنا من صبرها وثباتها، وألحقنا بآل البيت الأطهار في مستقر رحمته.

✍️ بقلم: د. عاصم خشبة
📜 المصدر: أ. علاء الزمر – جريدة الأهرام
للمزيد من القصص اضغط هنا