يعتقد البعض أن رمضان هو شهر للراحة والتوقف عن العمل، لكن إذا تأملنا التاريخ، سنجد أنه كان دائمًا شهر الإنجازات والانتصارات. الصيام لم يكن يومًا عائقًا أمام العمل والإبداع، بل كان دافعًا لتحقيق النجاحات، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.
عبر العصور، شهد رمضان أحداثًا عظيمة شكّلت مجرى التاريخ الإسلامي، منها:
غزوة بدر الكبرى (2 هـ): أول معركة فاصلة في تاريخ الإسلام، حيث انتصر المسلمون رغم قلة عددهم.
فتح مكة (8 هـ): الحدث الذي وحّد الجزيرة العربية تحت راية الإسلام.
غزوة تبوك (9 هـ): التي أثبتت قوة المسلمين رغم التحديات والصعوبات.
فتح الأندلس (92 هـ): انتصار طارق بن زياد الذي مهّد لنشر الحضارة الإسلامية في أوروبا.
فتح جزيرة رودس (98 هـ): استمرارًا لانتصارات المسلمين في البحر الأبيض المتوسط.
تحرير صلاح الدين الأيوبي للقدس (583 هـ): واستعادة المسجد الأقصى من الصليبيين.
بناء الجامع الأزهر (361 هـ): الذي أصبح منارة علمية للعالم الإسلامي.
انتصار العاشر من رمضان (1393 هـ): عبور الجيش المصري قناة السويس واستعادة الأراضي المحتلة في حرب أكتوبر.
العمل في رمضان: عبادة وإنجاز
العمل ليس مجرد واجب يومي، بل هو عبادة يتقرب بها الإنسان إلى الله إذا كان بنيّة الإخلاص والإحسان. الإسلام لا يدعو إلى الكسل، بل يحث على الاجتهاد والإنتاجية في كل وقت، ورمضان ليس استثناءً.
رغم هذه الحقائق، تنتشر على وسائل التواصل دعوات لتعطيل العمل في رمضان بحجة أنه شهر عبادة فقط، وهو أمر غير صحيح. التاريخ أثبت أن رمضان كان شهر الجهاد والإنجاز، ولم يكن أبدًا شهرًا للخمول والتراخي.
رمضان بين العبادة والإنجاز
العبادة في رمضان لا تقتصر على الصلاة والصيام فقط، بل تشمل العمل بجد وإتقان، وتحقيق الأهداف، وخدمة المجتمع. المسلمون في الماضي حققوا إنجازات عظيمة في رمضان، ويمكننا اليوم أن نواصل هذا الإرث بالاجتهاد والنجاح في مختلف المجالات.
رمضان ليس شهر المسلسلات أو الكسل، بل هو شهر الجهاد والاجتهاد والعمل. لنستغل هذا الشهر المبارك لتحقيق أهدافنا، تمامًا كما فعل أجدادنا العظماء عبر التاريخ