الاستثناء أحد مفردات الحياة. وأحد القواعد اللغوية. وهو التَّفَرُّد والتميز والاختلاف على الجانب الإيجابي والسلبي. وهذا التَّفَرُّد والاختلاف جاء لإثراء الحياة والاندماج والتكاملية والابتكار والإبداع وعلاج الملل والرتابة والنمطية، التَّفَرُّد هو محرك التقدم وصناعة الحضارة، فكل مكونات الحياة تملك جين التَّفَرُّد الخاص بها (الاستثناء) حتى في التوائم ونفس الجنس والنوع، هناك الاختلاف الدقيق. فمن يملك كشف هذا التَّفَرُّد سواء في الإنسان أو في أيٍّ من مكونات الكون، هو الرائد وصاحب الإنجاز، فهل نحن صنَّاعُ التَّفَرُّد. أرى أنه موجود في محتويات الحياة وهو دلالةٌ على عظمة الخالق جلَّ وعلا، وعلينا اكتشافه والبحث عنه، والاستفادة منه، ودليل ذلك الاستفادة من نوعية وخصائص الحيوانات في صناعة السيارات والطائرات وغيرها، أما الإنسان فأرى أنه خُلق بقمة التميز التَّفَرُّد مغمورًا بها، ابحث عنه اكتشف أغواره. ومن لم يجده ، فليعلم أن العيب في قصور البحث وأشعة الفحص الذاتي النفسي , وأرى جزءًا آخر يمكن صناعته وابتكاره والتدريب عليه مثل اكتساب المهارات وتنمية القدرات وزيادة الشغف والتَّطلع والطموح ,وهذا ما يؤكد على تَفَرُّد الإنسان ,وهو المحور الأساسي في الحياة ليجعل منه صانع الحياة والحضارة وتعمير الكون , ورقى الإنسان ,وهذا يعلي من مهمته الأساسية الكونية , بل الامر يتعدى أن تبحث في النهاية عن هذا التَّفَرُّد على جميع المستويات الأخلاقية والمهنية , والأسرية , والزوجية , والمجتمعية , فلكل مجتمع وشعب تَفَرُّدٌ وتميُّزٌ يمكن إبرازه وتدويره وصناعته لإنتاج اقتصاد عالي القيمة من الناحية المادية والحضارية والقوى الناعمة , أما أنت كفرد فلتنظر بعمق داخلك ، ما هي مفردات تميزك وابداعاتك عن الآخرين في كل مجالات حياتك اعرفها …افهمها ..أبرزها ..أعلن عنها ، اعمل بها ، طبقها في كل محيطات حياتك, لتنشر هذا التميز لأنه يقود عدوى الإبداع الى الآخرين . ابحث عن مفرداتك السلبية وحولها إلى نقاط تحسين في : الحاضر والمستقبل الأمر سهل ولكنه يحتاج إلى المواجهة النفسية على كل مستويات الوعى , إن البحث عن التَّفَرُّد (الاستثناء) هو أحد منطلقات العلاج والنمو والتطوير الذاتي ,فكل فرد لديه في حياته مواقف استثنائية غيرت مجرى تاريخه الشخصي , والأمم لديها من المواقف وبعض من أفرادها من كانوا هم (الاستثناء )في حياتها ، غيروا مجرى التاريخ , وكتبوا بتفردهم اسماءهم على جبين الزمن , وأصبحت أعمارهم أطول من حياتهم ,فكن أنت واحدًا منهم ، لترفع لك الرايات في كل مكان وزمان . فالآن أصبحت صناعة التَّفَرُّد والابتكار والتميز أمرًا حتميًّا لا اختياريًّا سواء على الأفراد أو المجتمعات , وإذا لم يكن لك بصمتك الخاصة بك والمتفردة عن الآخرين والعالم , فمصيرك التأخر والجري وراء الآخر, عليك أن يسبقك تأثيرك وعبقرية أعمالك المبدعة عالية الإبهار للآخرين , وأن يستمر تجديدك وتطويرك وإبهارك المستمر في حرب الأسبقية الشخصية والحضارية, ولا تقلق من نضوب التَّفَرُّد والتميز لديك فهناك مناجم ذهبية مدفونة بداخلك من هذه الإيداعات , وهى كثيرة ومتتالية تأتي ببعضها البعض ، ولكن بشرط البحث عنها وصقلها واستغلالها في الواقع الحقيقي , فهي تتداعى مع بعضها البعض , فهل حان الوقت لإخراج هذه الجواهر الإنسانية الثمينة ؟ .