في مقتل نيرة أشرف تطلـق المحكمة صيحة:

يا كل فـئات المجتمع لابـد من وقفـة يا كل من يستطيع فعل شيء هلموا.

اعقدوا محكمة صلح كبرى بين قـوى الإنسان المتباينة، لننمي فيه أجـمل ما فيه.

من هم قدوات شبابنا وبناتنا

بلوجر بدون منهجية وقيم مبعثرة

المطربة التي حلقت شعرها لأن زوجها طلقها

الفنانة التي تزوجت سنة او اثنتين ثم تركت زوجها أو طلقها بعد ان أخذت منه كام مليون وضمنت به رفاهية لحياتها القادمة وأن تتزوج من تحب أو تشترى من تحب وغيرهم من القدوات القدوات من الشباب

الشاب الذي يطلع هو وعائلته على السوشيال ميديا ويستبح حياته الشخصية على قنوات السوشيال ميديا

و اليوتيوب و التيكتوكر الفلاني

للأسف هذه هي القدوات الأكثر انتشارا في مجتمعنا

على الرغم من اعتقادي بأن حادثة مقتل نيره أشرف حالة فردية في مجتمعنا إلا انها ناقوس خطر وجرس انذار مدوي لنا جميعا

هل اراد القاتل محمد عادل قتل نيره أشرف أم أراد الانتقام منها ومن المجتمع هل كان في وعيه أم كان تحت تأثير المخدرات أم تحت تأثير ما هو أقوى من المخدرات تأثير الغضب والضغط النفسي والعصبي والغل والحقد والنقمة على المجتمع الذي يرفضه في صورة فتاه ترفضه

لقد ذهلت عندما عرفت أن القاتل محمد عادل طعن القتيلة نيره أشرف ١٩طعنة

الطعنة الأولى كانت طعنة الغضب لم يستفيق

والثانية طعنة الأنتقام

والثالثة طعنة الحقد

والرابعة طعنة الغل

والخامسة طعنة النقمة على المجتمع

والسادسة طعنة التنمر التي نهشت فيه لتحوله الى وحش كاسر

والسابعة طعنة لكل أب ترك ابنائه دون توجيه واحتواء لأب لم يحتوي ابنه ويحترم مشاعره أب لم يكًن ظهر ولا سند و الثامنة  و التاسعة  و العاشرة  لكل أم فلها من الأثم ثلثه كما أعطاها الرسول صل الله عليه و سلم ثلاث حقوق لأم تركت ابنائها دون حضن دافئ لأبنائها أم لم تأخذ ابنها في حضنها وقالت لها سيبك منها هجوزك ست ستها كما يقولون الأمهات لكل أم لم تكن هي السيدة الأولى لأبنها و حبه الأول

 والحادية عشر لكل معلم ومربى لا يهتم إلا بجمع المال وحشر المعلومات وترك دورة في التربية والقدوة للنشأ

الثانية عشر لمدرسة تركت دورها في التربية ودورها في التعليم للمدرس الخصوصي الذي لا يهتم إلا بما يجمع من مال ومجد وتلقين الطالب الذي يحقق في مادته أعلى الدرجات حتى يحقق دخل أعلى كل عام الطعنة الثالثة عشر للأعلام الذى جعل من الفشونستا و المودل مستقبل وحلم كل فتاة

الثالثة عشر للجامعة التي اهملت دورها في احتواء طافات وأمل الأمة شباب اليوم ورجال الغد

الرابعة عشر لعلماء الأمة و قادتها و القدوات الحقيقية التي أغفلت دورها في الأهتمام بالشباب و توجيهم و تقويمهم

الخامسة عشر للحكومة التي تركت الأنسان واهتمت بالبنيان

السادسة عشر للنت للسوشيال ميديا وبصوت احمد مكي يقطع النت والنتيت و اللي بينتتو عليه

هذه القنبلة الموقوتة بيد شبابنا

السابعة عشر   لأهل نيره الذين لم يعلموها ان مشاعر غيرها مش لعبة

الثامنة عشر لزملاء محمد عادل الذين لم يقفوا بجانب زميلهم بل تنمروا به واستهتروا بمشاعره

التاسعة عشر لزميلات نيرة الذين وقفوا معها في الاستهتار والتنمر بمحمد عادل دون أن يقولوا لها استوعبى الموقف واحتويه دون عداوة

والسؤال الآن هل محمد عامل مجرم هل كل قاتل مجرم؟

يقول دكتور مصطفى محمود

من مقال ” مشروع جريمة “

في كتاب ” في الحب والحياة

أنا لا أؤمن بأن الإنسان عبد للظروف وأنه مُسيَّر ولا اختيار له إطلاقاً..

ظروف الفقر والجهل والمرض والتربية السيئة لا تحتم الفشل في نظري.. بل هي أحياناً تؤدي إلى النبوغ والخير والعبقرية.. لأن العامل الحاسم هو دائماً الظرف الداخلي.. الظرف النفسي..

وأخطر ظروف الجريمة..

هو المجرم نفسه!!

وأخطر دوافع الجريمة هو المجرم نفسه..

هي اللحظة الحاسمة التي تصل فيها شخصيته لدرجة الغليان وتفور عناصرها لتُفقده الصواب..

هذه العملية الداخلية المستترة في نفوسنا.. النية.. والإحساس.. والانفعال.. والتصور.. والتردد.. والعزم.. والاندفاع.. هي مفتاح مصيرنا..

وطالما سألت نفسي.. هل الإنسان يستطيع السيطرة على هذه العملية..

هل يستطيع صاحبي أن يحكم غضبه.. ويسوس نفسه.. ويقود ثورته.. ويتحكم في انفعالاته.. ويتعقل حقده.. وحسده.

أعتقد أنه يستطيع..

أعتقد أن حبل الحرية ممدود في نفوسنا وأننا نستطيع أن نلوذ به دائماً..

يد الله تمد لنا هذا الحبل دائماً ولكنّا لا نراها..

في أعماقنا طاقة ضوء نستطيع أن نطل منها ونستنجد..

لسنا حجرات مغلقة مظلمة.. تحتوي على الظروف.. وتعكس مؤثرات البيئة فقط بدون حرية وبدون تصرف وبدون إرادة.. ولسنا حفراً تتجمع فيها الظروف والفقر والجهل والمرض والأبواب المسدودة..

هناك الحرية دائماً في قاع المشكلة..

وهناك يد الله ورحمته

هكذا وصف العبقري الدكتور مصطفى محمود المجرم

قد يعتقد البعض أنى أعطى العذر لمحمد عادل بالعكس لا عذرا لقاتل وفي اعتقادي أنه الإعدام هو الحكم العادل في هذه القضية وأحترم حكم القضاء

وقد يعتقد البعض أنى أتحامل على القتيلة أبدا لا يوجد جرم في اعتقادي استحقت مقابل لها الموت أو القتل حتى لو أخطأت بناتنا جميعا يخطئن و يتصرفوا برعونة أحيانا هل معنى ذلك أنهم يقتلوا بالعكس

أنا أؤمن بأن من حقهم أن يخطئن ونصلح لهن و نعلمهن و نبنى القيم و نكون بجانبهم دائما و نكون السند و الحضن الدافئ و الحب و المرجع

أيها الآباء أفتحوا عقولكم وقلوبكم لأبنائكم واحتواهم وتحملوا أخطائهم وكونوا لهم السند والحضن الدافئ

واخيرا رحم الله القتيلة وغفر لها وأسكنها فسيح جناته

بقلم

د ايمان ابو المحاسن

للمزيد من المقالات اضغط هنا