من أعنف ما كتب في الأدب الروسي من مشاعر :
لقد توفيت منذ دقيقتين..
و وجدت نفسي هنا وحدي معي مجموعة من الملائكة،
وآخرين لا أعرف ما هم،توسلت بهم أن يعيدونني إلى الحياة،
من أجل زوجتي التي لا تزال صغيرة وولدي الذي لم يرَ النور بعد،
لقد كانت زوجتي حاملا في شهرها الثالث،
مرت عدة دقائق أخرى جاء أحد الملائكة يحمل شيئا يذكرني
بالماضي أخبرني أن التوقيت بين الدنيا والآخرة يختلف كثيرا الدقائق هنا تعادل الكثير من الأيام هناك..
“تستطيع أن تطمئنّ عليهم من هنا”
-قام بتشغيل الشاشة فظهرت زوجتي مباشرةً تحمل طفلاً صغيراً !
الصورة كانت مسرعة جداً، الزمن كان يتغيّر كل دقيقة،
كان ٱبني يكبر ويكبر، وكل شيء يتغيّر، غيرت زوجتي الأثاث،
ٱستطاعت أن تحصل على مرتبي التقاعدي، دخل ٱبني للمدرسة،
تزوّج إخوتي الواحد تلو الآخر، أصبح للجميع حياته الخاصة، مرت الكثير من الحوادث، وفي زحمة الحركة والصورة المشوّشة،
لاحظت شيئاً ثابتاً في الخلف، يبدو كالظل الأسود، مرت دقائق كثيرة،
ولا يزال الظل ذاته في جميع الصور، كانت تمر هنالك السنوات، كان الظل يصغر، و يخفت، ناديت على أحد الملائكة، توسلته أن يقرّب لي هذا الظل حتى أراه جيدا، لقد كان ملاكا عطوفاً، لم يقم فقط بتقريب الصورة، بل عرض المشهد بذات التوقيت الأرضي، و لا أزال هنا قابعاً في مكاني،
منذ خمسة عشر عاما، أشاهد هذا الظل يبكي فأبكي،
لم يكن هذا الظل سوى أمي.